الموقع الجغرافيتقع ولاية المدية في
الأطلس التلي، وتتربع على مساحة قدرها 8700 كلم2 وعلى ارتفاع 920 م من سطح البحر وتبعد عن العاصمة(
الجزائر) 88 كلم2 شمالا.
إداريا تضم الولاية 64 بلدية و 19 دائرة تحدها من الشمال ولاية
البليدة و من الجنوب ولاية
الجلفة و من الشرق ولايتي
المسيلة و
البويرة و غربا ولايتي
ولاية عين الدفلى و
تسمسيلت .
المناختعتبر الولاية بفضل موقعها الجغرافي همزة وصل بين الساحل والهضاب
العليا بحيث تمتاز بشتاء بارد. و صيف حار و تسمى بوابة الأمطار بحيث تصل
نسبة الأمطار فيها من 400 إلى 500 ملم سنويا. وهي تعرف بتساقط الثلوج .
وهي ذات طابع فلاحي رعوي إذ تقدر الأراضي الفلاحية بمساحة 341.000
هكتار ومساحة غابية تقدر ب161.885 هكتار، تتوفر على إمكانيات حقيقية
للنشاطات الاقتصادية المتعددة وخاصة السياحية منها .
السكانحسب الإحصائيات الأخيرة لسنة
2005 قدر عدد سكان الولاية بـ 896.458 نسمة
الصناعة التقليديةالصناعات التقليدية بالولاية ذات طابع محلي و فني أصيل تعود جذورها إلى
عهد قديم توارثته الأجيال و ما تزال تصاميم هذه الصناعات تجسدها أنامل
أبناء هذه الولاية منها : الجلد – اللباس التقليدي – المجبود – السراجة –
الخزف الفني – غزل الصوف –نسيج الزرابي –الأواني الطينية –النقش على الخشب
–الزخرفة – وهذه الصناعات متواجدة في مناطق عديدة من الولاية أهمها :
المدية، بني سليمان ،قصر البخاري، شلالة العذاورة ، بوغزول، تابلاط، عين
بوسيف…
عادات و تقاليدبصمة الولاية في أكلاتها الشعبية معروفة :
كالعصبان ،
البركوكس ،
البرغل و
البلبول و تقاليدها الخاصة في الأعراس و الوعدات و غيرها من المناسبات.
تزخر ولاية المدية بمناطق أثرية مما يؤهلها لان تكون قطب جذاب للسياح ،
فقد رسم جمال المناطق السياحية الهضاب والجبال الشامخة وكذا تنوع معالمها
الأثرية وهي مدعمة بمرافق وهياكل سياحية منها:
فندق ومطعم المصلى -فندق موقرنو بالبرواقية وهو مغلق حاليا - -فندق مرحا بالقصر البخاري - -مطعم القناعة بالمدية -بيت الشباب المدية
النسيج الصناعيتتوفر الولاية على 37 منطقة للنشاط الصناعي والإنتاجي موزعة عبر بلديات الولاية وثلاث ( 03) مناطق صناعية هامة هي:
- - المنطقة الصناعية بالمدية بها مركب المضادات الحيوية –صيدال –
- -المنطقة الصناعية ب[البرواقية] بها مركب الصناعات الميكانيكية .
- -المنطقة الصناعية بقصر البخاري بها وحدة انتاج المحاصيل الزراعية.
الجانب الثقافيللولاية هياكل ومؤسسات ثقافية و رياضية و ترفيهية لسكان الولاية يمثلها
متحف المجاهد سي أحمد بوقرة –دار الثقافة – دور الشباب- المركب الرياضي
الجواري -ملاعب كرة القدم -قاعات متعددة الرياضات -قاعة متعددة الخدمات
للشباب -مكتبات عمومية ، المركز الجامعي يحي فارس .
تاريخ الولاية الرومانيلمبدية LAMBADIA يبدو أنها ظهرت في القرن الأول الميلادي أو في القرن
الثاني الميلادي على أكبر تقدير و لكنها لم تكن مدينة كبيرة و يغلب على
الظن أنها كانت مدينة استعمارية تقيم فيها جالية رومانية مع خليط من
الأهالي ليس مؤ كد قيام تعايش ووئام بين الجالية الرومانية و أهالي المدية
من البربرالسكان الأصليين .
لا يعرف بالضبط أصل تسمية الرومانية LAMBADIA التي أطلقت على مدينة
المدية في عهد الإحتلال الروماني ، فحسب بعض المؤرخين الفرنسيين قد عثر
على أثار تعود إلى الحقبة وذلك أثناء حفر أساس بناء المستشفى العسكري فعثر
الفرنسيون من عسكريين و بنائين على رفات أي هياكل عظمية قديمة مع تحف و
زهرية عليها صورة امرأة و فخار و نقود من البرونز و فانوسة لونها رمادي و
بعد العثور على هذه الأثار قام مترجم الجيش الفرنسي و يدعى فرعون طالب
بوضع جرد و احصائية شاملة للأثار الرومانية الموجودة على أنقاض مدينة
لمبدية التي عثر على جزء منها تحت أساس و أنقاض المستشفى الذي شرع
الفرنسيون في بنائه بالمدية بعدما تمت لهم السيطرة على المدينة في عام
1856 و قد طلب فرعون هذا من المراسلين حسبما جاء في تقرير لـ 1856 و
المنشور بالمجلة الإفريقية R.A بأن يقوم المراسلون المختصون في عين المكان
في المدية بكل جهد من أجل العثور على النقش الحجري الذي أشار إليه الجنرال
دوفيفيي le Général Duvivier و يتابع فرعون حديثه بنفس المقالة الصغيرة
المنشورة بالمجلة الإفريقية عدد سنة 1856 : أنه من باب الإهتمام البالغ أن
يتم العثور على أثر أثنين من شواهد القبور Deux épitaphes اللذين تم
اكتشافهما أثناء القيام بأعمال الحفر من أجل بناء المستشفى و قد تم وضع
شواهد القبور هذه في دار الخزينة القديمة.
و يشير فرعون و لا يعرف أصله بالضبط هل هو يهودي جزائري أم عربي و لكنه
يشير أن هناك قطعة من الحجر منقوش تعود إلى العهد الروماني استعملت في
قناة ماء المشتلة.
و كانت لمبدية مدينة رومانية مثل باقي مدن موريطانية القيصرية في القرن
الأول الميلادي و قد عرفت منطقة أو ناحية لمبدية ظهور مدن رومانية كثيرة
في هذه الفترة بالذات فكانت مدينة أوزيا و هي
سور الغزلاناليوم ، مركزا عسكريا مهما تم تشييد مباني المدينة على سفح نجد مرتفع يقع
بين نهرين و عن طريق هذا النجد يمكن الالتحاق بالغرب أو الجنوب بكل سهولة
و كانت أوزيا هذه بلدية في البداية ثم جعل منها سبتيموس سواريوس مستعمرة.
وأقام المستعمرون الرومان مدينة Rapidum و هي سور جواب اليوم، على
منحدر قائم في سهل بني سليمان الشهير ، بينما كانت تناراموزا Tharanamusa
و هي تمثل مدينة البرواقية في القديم و لو أنها تبعد عن المدينة
الحديثة بكيلومترين تقريبا و كانت تناراموزا موجودة في الموقع الذي بني
فيه موقع سجن البرواقية ، كما كانت لمبدية تحتل مكان المدية.
و يحدد ستيفان قزال المؤرخ الفرنسي صاحب كتاب افريقيا الشمالية في
ثمانية مجلدات، في كتابه الأطلس الأثري للجزائر، المواقع الأثرية
الرومانية لمنطقة المدية فيذكر في كتابه Atlas Archéologique في الورقة
14، أرقام 8-9-10 إشارات إلى مواقع أثرية رومانية في جهة تابلاط بالمنطقة
الجبلية منها ولكن جرى فيما بعد بحث مركز لاكتشاف المواقع الأثرية
الرومانية بشكل محدد و معمق فقام بيتون Piton له شهادة في الحقوق و عضو
الجمعية التاريخية لناحية سطيف بدارسة ميدانية مكنته من التعرف على بقايا
الإحتلال الروماني في منطقة تابلاط.
و قد وجدت آثار عديدة في أماكن مختلفة في المنطقة و التي كانت مرتبطة من الناحية الغربية ببن شاكو .
و يشير بيتون أن الأثار الرومانية الهامة التي تم دراستها بالقرب من
تابلاط من 1 كلم و 300 مترا جنوب غرب المدينة، وتبعد هذه الآثار بـ 3 كلم
و 500 م عن وادي الحد ووادي اليسر ، وتحتوي هذه الآثار الرومانية عن بناء
مستطيل طوله 70 مترا عرضا و 25 مترا عرضا و تبدو الحيطان ظاهرة للعيان وهي
مصنوعة من أحجار كبيرة الحجم مقياسها 1م / على 60 سنتم و هناك مبنى آخر
بجانب ذلك يجعلها نفترض وجود مراكز مراقبة رومانية و تموين ذات طابع عسكري
، ترمي للحفاظ على مراقبة الإتصال و حراسة البلد.
و هناك بقايا رومانية في شمال تلك الآثار الآنف ذكرها و التي كانت
كمركز مراقبة حيث يوجد آثار بدون مخطط في مساحة مستطيلة 20 م مع قنوات
للماء. و في شمال شرق مدينة تابلاط على بعد 1 كلم و 300 م وجد في تلارزاق
آثارا رومانية في مساحة تقدر بـ : 100م2 تقريبا و هناك بقايا أحجار
استعملت في البناء.
و جاء ذكر مدينة لامبديا في رحلة د. شو الإنجليزي و اعتمد على ما ذكره
عنها بطليموس.
و يذكر هاينريش فون مالتسان أن مدينة لامبديا كانت مدينة رومانية حصينة
تحيطها أسوار ضخمة ( و هناك بقايا أحجار ذلك العهد ما زالت ماثلة إلى
اليوم) و التي وصفت أب لامبديا في مجلس قرطاجنة عام 464 ميلادية بأنها
مقام الأسقف.
و رغم التشابه في النطق بين لامبديا و المدية فيرجح أن يكون اسم المدية
الحالي مشتق من اسم عربي مع العلم أن المدية الإسلامية جاء ذكرها في كتب
التاريخ العربية فقد أوردها
ابن خلدون و
أبو عبيد البكري و الحسن الوزان الذين زاروا مدينة المدية في العصر الحديث.
البحث عن المزيد من الاشغال اليدوية